روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات دعوية | النظر...إلى النساء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات دعوية > النظر...إلى النساء


  النظر...إلى النساء
     عدد مرات المشاهدة: 4428        عدد مرات الإرسال: 2

¤ نص الاستشارة:

إني مبتلى بفتنة النظر إلى النساء وصورهن مع أني أصلي وأحفظ الكثير من القرآن، حاولت تقيوم هذا الإنحراف مرات عديدة ولكن لافائدة... فهل لي من طريق إلى التخلص من هذا الانحراف الخطير...؟

* الــــرد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أخي الكريم: قرأت رسالتك أكثر من مرة، وسرتني محافظتك على الصلاة في أوقاتها، وكذلك حفظك لكثير من كتاب الله جل وعلا نسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق اللهم آمين.

ولكن ساءني ما إبتليت به من فتنة النظر إلى النساء، الله أسأل أن يعصمنا وإياك وكل مسلم من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، ولكن سعدت كثيراً بكونك غير راضٍ عن الواقع الذي أنت فيه من هذا البلاء العظيم والشر المستطير، فالنظر إلى النساء فتنة عظيمة وبلية عظمى، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة النساء، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء» متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون فإتقوا الدنيا وإتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» أخرجه مسلم.

فيا أخي الكريم: تب إلى الله وبادر بالإقلاع عن هذا الفعل المحرم فإنه من خطوات الشيطان الذي أمرنا المولى جل وعلا بعدم إتباعه فقال تعالى: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} [الأنعام142]، وتذكر وأنت تنظر إلى حرمات المسلمين تذكر نساء أهل بيتك وكل من تمتٌّ لك بصلة، هل ترضى أن ينظر أحد إليهم ويتلذَّذ بذلك النظر المحرم، الجواب معروف، فكما أنك لا تحب ذلك لأهلك وأقاربك فكذلك الناس لا يحبون ذلك لأهليهم ولا لأقاربهم، فإتق الله في حرمات الناس يتق الناس الله في حرماتك، والجزاء من جنس العمل، وإني ناصحك بأمور تعينك بعد فضل الله على أن تقلع عن هذا الشر العظيم فمستعيناً بالله أقول:

(1)= الإمتثال لأمر الله جل وعلا، وذلك بغض البصر، قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30].

(2)= المبادرة بالتوبة والإسراع فيها وإياك والتسويف، والعزم الأكيد على عدم العودة إلى هذه المنكرات مرة أخرى، وعليك بالندم على ما قدمت يداك في سالف دهرك، وإعلم بأن الله يفرح بتوبة العبد إذا تاب إليه ورجع نادماً على ما إقترف من معاص وذنوب، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فإنفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح» متفق عليه

(3)= إذا همت نفسك بفعل المنكر والقبيح فتذكر أن لله يراك ومطلع عليك، فإستح أن يراك وأنت في معصية، فلا تجعل الله أهون الناظرين إليك، فاجتهد يا رعاك الله أن يراك ربك حيث أمرك، ويفتقدك حيث نهاك، فإذا دعتك نفسك وزين لك الشيطان فعل المعصية فاعلم بأن الله {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19].

وصدق من قال:

إذا ما خلوت الدهر يوماً *** فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل طرفة *** ولا أن ما يخفى عليه يغيب.

وقال آخر:

إذا ما خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى العصيان

فإستح من نظر الإله وقل لها *** يا نفس إن الذي خلق الظلام يراني.

(4)= إستبدل هذه القاذورات بالذي هو خير لك في دينك ودنياك، وفي حياتك وبعد موتك، وذلك بطلب العلم الشرعي والإجتهاد في حفظ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وليكن عندك همة عالية، وليكن لك هدف نبيلً في هذه الحياة بأن تكون داعية إلى الله على بصيرة وعلم.

(5)= عليك بالإكثار من القراءة في الكتب التي ترقق القلب وتحفِّز على فعل الطاعات وترك المنكرات، وكذلك الإكثار من الأشرطة الإسلامية النافعة والتي تتحدث عن الموت وشدته، والقبر وظلمته، والقيامة وأهوالها، والحساب وصعوبته، والصراط وحدته، والجنة ونعيمها، والنار وعذابها، فاحرص أن تكون من أهل الجنة، واحذر أن تكون من أهل النار.

(6)= عليك أن تشغل نفسك بالطاعة وفعل الخير، وفعل كل ما يقربك لله، لأن النفس إذا لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.

(8)= عليك بمصاحبة الصالحين والأخيار من طلبة العلم والدعاة، وحضور مجالس العلم والذكر، والبعد عن مصاحبة أهل الشر والفجور والضلال والغواية، والبعد عن مجالس الشر والسوء، فمصاحبة الفريق الأول شفاء ونجاة وفلاح وفوز في الدنيا والآخرة، ومصاحبة الفريق الثاني: داء وهلاك وخسران في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67].

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

المصدر: موقع رسالة الإسلام.